النمو السكاني السريع في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لا يواكبه نمو في الإنتاج الزراعي، مما يجعل الإقليم أشد اعتماداً على واردات الغذاء عما سبق و أكثر تعرضاً لصدمات الأسواق ومدى توافر الغذاء بها. ويجعل هذا الاتجاه من دعم الاستثمار في الزراعة في الإقليم أمراً غاية في الأهمية.
يرتبط الأمن الغذائي في الإقليم بصفة وثيقة مع نسبة التعرض المرتفعة للصدمات الخارجية المتعلقة بالغذاء. فإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا معرض لزيادة الأسعار العالمية للغذاء وللكوارث الطبيعية وزيادة ندرة المياه والصراعات، وهى كلها عوامل لها آثار مباشرة وغير مباشرة على الحياة الكريمة للناس وعلى الوضع التغذوي.
وتسليما بالضرورة العاجلة للتعامل مع قضايا المياه التي يواجهها الإقليم قام المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم بتعزيز تعاونهما وشراكتهما من خلال توقيع اتفاقية تهدف إلى الاستفادة من التدخلات الزراعية المبتكرة في الحقول والقائمة على المناخ في تعزيز وزيادة انتاجية المياه في الزراعة المروية والمطرية بأكثر من 25%.
وقع الاتفاق محمود الصلح مدير عام الإيكاردا، وعبدالسلام ولد أحمد المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الفاو للشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
ونظراً لندرة الموارد المائية في الإقليم، فقد أصبح لزاماً تعظيم الاستفادة من كفاءة استخدام المياه في الزراعة. ولكى يتم تحقيق أهداف التدخلات بفعالية، فقد وافقت المنظمتان على مكان وكيفية التنفيذ الجيد للتعاون بين الإيكاردا والفاو. عدد من الأنشطة الموضوعية وأماكنها تضمنها هذا الاتفاق في إطار عمل مبادرة الفاو الإقليمية لندرة المياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا: زيادة إنتاجية المياه في الزراعة المطرية والمروية في البلدان الرائدة مثل مصر والأردن والمغرب وتونس.
وأكد الصلح أن الهدف من ابرام الاتفاقية بين الفاو والإيكادرا هو أن يتم تفعيل دور الأبحاث بأن تبدأ بدراسة مشكلات المزارعين وتنتهي إليهم بتقديم ونقل الحلول لهم بشكل مباشر. إن هذا الاتفاق يؤكد على أهمية الربط بين البحث والتطوير لتوليد ونقل التكنولوجيا على نطاق واسع وتحقيق الاستدامة في مجال الزراعة والمياه وسبل عيش أفضل للمزارعين. ونهدف من خلال هذا التعاون إلى تطبيق حزم فعالة ومبتكرة في مجال الزراعة وإدارة المياه ليس فقط لزيادة انتاجية المياه ولكن لزيادة دخول المزارعين أيضا.
فيما قال ولد أحمد، القد خطى الإقليم خطوات واسعة في العقود الماضية في تطوير استعماله للمياه وقدراته على التخزين، ولكن مازال هناك الكثير ينبغي عمله لتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة، والحفاظ على جودة المياه ومعالجة التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي وتغير المناخ.
وتعهدت المنظمتان بعقد سلسلة من الاجتماعات مع سائر الشركاء والنظراء لإتمام الخطط لتنفيذها. وقد انبثقت هذه الشراكة مع الايكاردا من مذكرة التفاهم الموقعة بين الفاو والإيكاردا ضمن اطار عمل برنامج نظم الأراضي الجافة ومبادرات الفاو الإقليمية لندرة المياه، والزراعة المستدامة للحيازات الصغيرة، وبناء القدرة على مجابهة الأزمات لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية التي تم اطلاقها عام 2013 لتشجيع التعاون بين بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والتحسين المستدام للإنتاجية الزراعية في سياق ندرة المياه، وتغير المناخ والمشاكل المتعلقة بالأمن الغذائي.
الان