اختتم وزراء الخارجية العرب مساء اليوم الخميس بمدينة شرم الشيخ أعمال اجتماعهم التحضيري للقمة العربية العادية الـ26 المقرر عقدها السبت برئاسة مصر، وأقروا مشروعات القرارات التي سيتم رفعها للقادة وعلى رأسها إنشاء قوة عربية مشتركة لـ”صيانة الأمن القومي العربي”.
وتم التوافق على إنشاء هذه القوة العسكرية للاضطلاع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا للأمن القومي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية.
وعبر المجلس الوزاري عن مباركته وتأييده للعملية العسكرية “عاصفة الحزم” التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، الممثل بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من الدول العربية والإسلامية بدعوة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال المجلس في بيان صدر عن الاجتماع: بعد أن استنفذت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كل السبل السلمية الرامية لحل الأزمة اليمنية، واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك في ميثاق جامعة الدول العربية وعلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقاً من مسئولياتها في حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها وحفظ سيادتها واستقلالها، فإن المجلس الوزاري العربي يعرب عن مباركته وتأييده للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، الممثل بدول مجلس التعاون لدول الخليج وعدد من الدول العربية والإسلامية بدعوة من الرئيس اليمني.
وأعرب المجلس عن أمله في أن تؤدي هذه العملية العسكرية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن في ظل قيادتها الدستورية الشرعية والتصدي لكل محاولات ميليشيات الحوثي المدعومة من أطراف خارجية والرامية إلى تهديد أمن اليمن والمنطقة والأمن القومي العربي وتهديد السلم والأمن الدوليين وذلك عبر مصادرة الإرادة اليمنية وإثارة الفتن في اليمن وتفكيك نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية.
وكلف وزراء الخارجية الأمين العام للجامعة العربية بدعوة رؤساء الأركان العرب للاجتماع خلال شهر لإنشاء القوة المشتركة.
ومن جانبه، قال نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية، إن الأمن القومى العربى مهدد، وهناك اقتتال شرقا وغربا وعمليات إرهابية تزداد قوتها من مكان إلى آخر، وهدف الأمانة العامة للجامعة العربية التركيز على هذا الموضوع.
وأضاف خلال مؤتمر صحفى بشرم الشيخ، أنه عندما تبيّن أن هناك حالة للتدخل العسكرى من عدد من الدول العربى وتحالف دولى لإعادة الشرعية، وهو أهم النقاط، وكان من المناسب أن يصدر هذا القرار لصيانة الأمن القومى العربى، لافتاً إلى أن موضوع صيانة الأمن القومى العربى يعالجه وزراء الخارجية منذ سبتمبر الماضى، فاجتمعوا وأقروا مشروع ذو قيمة تاريخية إلا وهو إنشاء قوة عربية مشتركة.
وتابع ولأول مرة منذ سنوات يجتمع العرب على أمر سياسى هام، وصدر قرار على مستوى وزراء الخارجية فى صيانة الأمن القومى العربي، ومواجهة التهديدات بصورة شاملة، أى ليس فقط عسكريا وأمنيا، ولكن أيضاً أيديولوجيا ومن جميع الجوانب.
فيما قال سامح شكرى وزير الخارجية المصرى، إن القمة العربية تنعقد فى وقت تواجه فيها الأمة العربية تحديات وتهديدات غير مسبوقة، ولكننا قادرون فى التعامل معها بكل شدة وحزم والارتقاء بمستوى المسئولية الملقاة على عاتقنا.
وخلال كلمته على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب، أوضح شكري أن اجتماع اليوم كان لبحث الأزمة اليمنية لاسيما أن الروح الايجابية التى سادت الاجتماع هى ذاتها التى تعتزم تعزيزها خلال رئاستها للقمة العربية على مدى العام المقبل، والبناء على النجاحات التى حققتها الرئاسة الكويتية فى العام المنصرم وهو ما يشكل ضرورة للتغلب على الصعوبات المتمثلة فى الوضع فى ليبيا وسوريا فضلاً عن تحديات القضية الفلسطينية.