أشار تقرير الاحصائيات الشاملة بالنشرة الأمنية من كاسبرسكي لعام 2015 ، إلى انخفاض حجم الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها في العام 2015 بنسبة 55.28% من إجمالي حجم الرسائل الإلكترونية المتبادلة؛ أي بانخفاض قدره 11.48%، مقارنةً بالعام الذي سبقه.
ويُعزى الانخفاض المفاجئ في أعداد الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها إلى ازدياد شهرة المنصات الإعلانية القانونية على شبكات التواصل الاجتماعي وخدمات القسائم الشرائية المتعددة وغيرها من الخدمات الأخرى.
ومن بين التوجهات الأخرى التي أشار إليها تقرير كاسبرسكي لاب حول الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها، أن 79% من إجمالي الرسائل الإلكترونية المرسلة كان حجمها أقل من 2 كيلوبايت، وهذا يظهر انخفاضاً متواصلاً في حجم الرسالة الإلكترونية المخصصة لحملات الإعلانية الغير مرغوب بها خلال السنوات القليلة الماضية.
وغالباً ما كانت المؤسسات المالية، مثل البنوك وأنظمة الدفع والمتاجر الإنترنت أهدافاً رئيسية للهجمات من خلال رسائل التصيد الإلكترونية (إذ وصلت النسبة إلى 34.33%، بارتفاع وقدره 5.59%).
واستمر مرتكبو جرائم الإنترنت في العام 2015 بإرسال رسائل إلكترونية مزيفة وإعلانات من أجهزة الهاتف المتحرك وبلاغات من تطبيقات الأجهزة المتحركة، تحتوي على رسائل خبيثة وإعلانية. وتتضمن تكتيكاتهم الجديدة برمجيات خبيثة احتيالية على شكل ملفات تنفيذية لنظام اندرويد (.apk) وملفات مضغوطة تحتوي على برنامج بلغة جافا البرمجية.
وقد لجأ هؤلاء إلى إخفاء فيروس حصان طروادة للتشفير على الأجهزة المتحركة خلف ستار ملف يحتوي تحديثات لمشغل ملفات الفلاش. وعقب إطلاق الفيروس تعمل الأداة الخبيثة على تشفير الصور والوثائق وملفات الفيديو على الجهاز، ويتلقى المستخدمون رسائل تُفيد بأنه يتعين عليهم أن يدفعوا رسوماً معينة لقاء فك تشفير تلك الملفات.
دارية لوسيفا، خبيرة تحليل الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها لدى كاسبرسكي لاب، قالت “أدى تزايد استعمال الأجهزة المتحركة في حياتنا اليومية سواءً في تبادل الرسائل والبيانات أو الوصول إلى الحسابات البنكية وإدارتها إلى ازدياد فرص استغلالها لارتكاب الجرائم الإلكترونية”.
وتابعت “لذا باتت الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها الاحتيالية والخبيثة أكثر شهرةً، فضلاً عن أن الجهود المبذولة في سبيل خداع الضحايا غدت أكثر تعقيداً كل سنة مقارنة بسابقتها. وذلك بفضل ظهور تطبيقات يُمكن للمجرمين استعمالها إما بشكل مباشر (لغرض إرسال الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها بما في ذلك الرسائل الإلكترونية الخبيثة) أو بشكل غير مباشر (عن طريق رسائل التصيد الإلكترونية). لذلك، يحتاج مستخدمو الأجهزة النقالة أن يظلوا على حذر وأن يحموا أنفسهم، لا سيما أن ازدياد النشاطات الإجرامية الإلكترونية في هذا السياق أمرٌ حتمي لا مفر منه، مع اعتمادنا الكبير على هذه الأجهزة”.
وما تزال الولايات المتحدة الأمريكية المصدر الأكبر للرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها، إذ تصل نسبتها إلى 15.2% من إجمالي الهجمات التي تنشأ فيها، في حين حلت روسيا في المرتبة الثانية بنسبة 6.15%، بينما فسحت الصين المجال أمام فيتنام لتحتل المرتبة الثالثة بنسبة 6.12%.
وكانت ألمانيا الضحية الأكبر، إذ كانت هدفاً لما نسبته 19.06% من هجمات الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها؛ بزيادة وقدرها 9.84% عن العام 2014 تبعتها البرازيل بنسبة 7.64%، والتي اعلنت عن زيادة وقدرها 4.09%، لتصعد بذلك من المركز السادس في العام 2014. وحلت روسيا في المرتبة الثالثة صعوداً من المرتبة الثامنة بزيادة من 3.06% إلى 6.03% من جميع هجمات الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها في العام 2015.
ورغم أن الألعاب الأولمبية لم تبدأ بعد في البرازيل، إلا أن المحتالين قد بدئوا فعلياً باستغلال الحدث عبر إرسال رسائل الكترونية، تُعلن عن جوائز يانصيب مزيفة وتطلب من المستلمين أن يملئوا نموذجاً يطلب منهم معلوماتهم الشخصية. وفي هذه الهجمات، صُممت الرسائل الإلكترونية بملحقات مرفقة؛ اشتملت على ملفات PDF وصور وعناصر مصورة أخرى في سبيل خداع برامج فلترة الرسائل الإلكترونية غير المرغوب بها.
وكانت إحدى الحيل “النيجيرية” وظفت الحالة السياسية في اوكرانيا والحرب الأهلية في سوريا والانتخابات في نيجيريا والهزة الأرضية في نيبال في سبيل استمالة تعاطف المستلمين وشفقتهم، وذلك عبر استعمال محتوى إلكتروني غير قابل للتشكيك. وقد احتوت هذه الرسائل الإلكترونية على محتوى يدعوهم إلى تقديم الدعم المالي لشخص محتاج.
الان