بقلم: أحمد عطا
توقفت كثيراً أمام أحد التنظيمات الإرهابية اثناء إعدادي لبحث دولي لأحد مراكز البحث داخل بريطانيا، وعلي الرغم من وجود تشكيلة تاريخية متنوعة من التنظيمات الإرهابية التي تحمل مسميات مختلفة داخل منطقة اليورو.
إلا أن تنظيم شتات الرّق هو الذي صعد بي لمستويات مختلفة من الغضب، شتات الرّق هن مجموعة من النساء يقمن داخل بريطانيا يحملن الجنسية الثانية وينتمن لأصول عربية مختلفة من شمال افريقيا والشيشان وبعض الدول الافريقية التي هزمها فكر التيار الراديكالي المتشدد مثل الصومال ومالي، وقد ظهر هذا التنظيم مع ظهور وسيطرت تنظيم داعش علي دولة الشام والعراق.
وقد ظهر هذا التنظيم جغرافياً في شمال شرق لندن في الضواحي القريبة من شارع seven sisters او شارع الأخوات السبع وهذة المنطقة يسيطر عليها السلفية الجهادية بالكامل بمعلومية جهاز شرطة سكوتلاند يارد الذي التزم الصمت طويلاً علي احصائية ضخمة من الأرقام للتيارات المتشددة داخل بريطانيا حيث يوجد ٢٨٠ مركزا وجمعية متشددة تتواصل مع تنظيمات خارج بريطانيا وتتلقي الدعم والتمويلات من جهات مختلفة.
وتتمركز هذه المجموعات داخل ثلاثة مدن مانشستر وبرنجهام وبرادفورد ويلعب مكتب التنظيم الدولي لجماعة الاخوان دور المحلل والوسيط بين هذة التنظيمات التي تحمل الجنسية الثانية وبين جهاز شرطة سكوتلاند يارد الذي يعتبر مكتب كريكلوود في لندن هو بمثابة مصدر أمن وموثوق فيه للحصول علي المعلومات التي ترتبط بهذه العناصر من حاملي الجنسية الثانية داخل لندن.
وأتذكر واقعة شهيرة وهي حادثة مانشستر في ٢٠١٧ عندما تم استدعي جهاز شرطة سكوتلاند يارد أمين عام التنظيم الدولي في لندن الملياردير ابراهيم منير الذي قدم معلومات كثيرة لهم حول الحادث الأشهر داخل لندن.
أما عن تنظيم شتات الرّق الذي توقفت أمامه وهن مجموعة من النساء داخل بريطانيا يتم تجنيدهن بمعرفة لجان الكترونية تابعة لتنظيم داعش وهؤلاء النساء اعتنقن فكر السلفية الجهادية ويعشن في لندن في ظروف معيشية صعبة جداً، حيث يتم تجنيد السيدة الواحدة بخمسة آلاف دولار في مقابل المشاركة في القتال في صفوف تنظيم داعش منذ بداية ظهور التنظيم بشرط ان لا يزيد اعمرهن عن 35 عاماً وإذا كانت لديها أطفال فوق الثانية عشر يتم تحويل هؤلاء الأطفال لمشاريع مفخخة في مقابل ألفين دولار للطفل الواحد و تحصل أمه علي هذا المبلغ.
وحسب ما أكدت المصادر الدولية وتقرير الامن القومي الامريكي لعام 2015 وهو التقرير الاخطر الذي نشر خريطة كاملة لعناصر تنظيم داعش علي مستوي العالم وأشار التقرير وقتها لخطورة التجنيد الالكتروني الذي حذرت منه وزيرة وزراء بريطانيا تريزا ماي.
وبعد تراجع تنظيم داعش في دولة الشام والعراق وحصلت عناصره علي ما يعرف باستراحة المحارب حتي ظن البعض ان داعش تم القضاء عليه، وعادت الي بريطانيا تنظيم شتات الرّق من النساء والفتيات اللاتي حاربن في صفوف تنظيم داعش وقد عاودن الي بريطانيا عن طريق الأراضي التركيا لكي يسهل عليهن التخفي من رصد ألاجهزة الأمنية وتحديداً جهاز شرطة اليورو بول.
ومن اشهر نماذج تنظيم شتات الرّق هي البريطانية سالي جونز، عازفة القيثار الشهيرة في إحدى الفرق الموسيقية في المملكة المتحدة، التي قررت الالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) في سوريا عام 2013، بعد أن تعرفت الى الهاكرز البريطاني من أصول باكستانية جنيد حسين الذي جندها لتكون أول انتحارية بريطانية.
وهنا لابد أن نتوقف ونحاسب جهاز شرطة سكوتلاند يارد لماذا الصمت أمام كل هذه الحشود بالنسبة للتنظيمات المتشددة داخل بريطانيا و لماذا خطة التباديل والتوافيق التي يتم تنفيذها مع هذة التنظيمات ومكاتبهم المتعددة وأبرزهم مكتب كريكلوود مكتب التنظيم الدولي لجماعة الاخوان في لندن وهل وجود هؤلاء وصعودهم داخل المملكة المتحدة لاسباب تتعلق بحسابات سياسية داخل منطقة الشرق الاوسط مع الحكومة البريطانية.
هناك أسئلة كثيرة تشير لوجود علاقة محرمة سرية بين هذه التنظيمات المتشددة وبعض الحكومات في فترات مختلفة كانت ابرزها حكومة رئيس الوزراء الاسبق توني بلير.