السبت, ديسمبر 21, 2024

اخر الاخبار

مقالاتأحمد عطاالماكينات الألمانية تدهس الإخوان

الماكينات الألمانية تدهس الإخوان

بقلم: أحمد عطا

سعى أوتو فون بسمارك الرجل القوي إلى تحقيق الوحدة الألمانية، وقهر أعداءه وأحكم رسم خططه منذ ظهوره في المشهد السياسي داخل ألمانيا في القرن التاسع عشر، وهو واحد من عظماء التاريخ، كان يعرف ما يريد وكيف يصل إلى ما يريد.

ولكنه لم يكن يتخيل أن ألمانيا التي غيرت وجه الكرة الأرضيّة بصناعتها قد تمكن منها فكر مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، فجماعة «الإخوان المسلمين» ليست محظورة في ألمانيا، لكنها مصنفة على أنها جماعة متطرفة، تهدف إلى نشر الفكر المتطرف داخل المجتمع الألماني والأوروبي.

يعود تاريخ وجود جماعة الإخوان الإرهابية في ألمانيا إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأسسوا أول تجمعين لهما في مدينة ميونيخ في ولاية بافاريا وآخر في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا.

وأشارت هيئة الاستخبارات الألمانية إلى أن نفوذ تنظيم الإخوان الإرهابي بدأ يتزايد في الكثير من الولايات الألمانية، وحاولت جماعة الإخوان منذ ظهورها بألمانيا إلى توسيع أنشطتها وتأسيس كيانات تابعة لها.

وتستند ألمانيا إلى تصنيف جماعة الإخوان، بأنها جماعة متطرفة لأسباب كثير ومنها أن كبار قادة تنظيم القاعدة، لا سيما أيمن الظواهري، ثم بعض قادة تنظيم داعش في مدينة الرقة السورية هم من الأعضاء السابقين في جماعة الإخوان الارهابية، بالإضافة إلي أن تاريخ جماعة الإخوان مليء بكثير من أعمال العنف والإرهاب، بما في ذلك حوادث الاغتيالات السياسية.

ثم عمليات العنف المسلح التي نفذتها اللجان النوعية لجماعة الإخوان بعد ثورة يونيو، ومنها حركة حسم ولواء الثورة والتي استهدفت الدولة المصرية بكل مؤسساتها دون تميز لولا ما قام به جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية حيث تم القضاء على هذه اللجان النوعية المسلحة في جميع محافظات مصر.

ووفقاً لما هو ثابت تاريخياً أن القيادي سعيد رمضان يعتبر أحد الرواد الأوائل للإخوان في ألمانيا، وكان سكرتيرًا شخصيًا لمؤسس الجماعة حسن البنا وصهره، وأسس في ألمانيا ما أصبحت واحدة من المنظمات الإسلامية الرئيسية في ألمانيا.

وانتقل المرشد السابق للإخوان محمد مهدي عاكف بتكليف من مصطفى مشهور مرشد الجماعة في ذلك التوقيت، ليتولى المركز الإسلامي في ميونيخ. أما أبرز العناصر الإخوانية التي تنشط في الوقت الحاضر فهم: جمال حشمت وعمرو دراج ويحيى حامد ووليد شرابي.

في نفس الوقت وقع الاختيار علي عصام العطار وهو ما ثابت لجهاز المخابرات الألمانية رئيس الفرع المصري للإخوان في ميونيخ لكي يكون منطلقًا لعملياته في ألمانيا، بينما اختار الفرع السوري مدينة «آخن»، وهي مدينة ألمانية تقع قرب الحدود الهولندية، لتكون مقرًا له، وهي المدينة التي يسكنها الآن، عدد كبير من من أخوان سوريا، بينهم عائلة: «العطار» الإخوانية البارزة.

أما عن أبرز المراكز والجمعيات في ألمانيا التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابي ومكتب الإخوان في ميونخ هي التجمع الإسلامي في ألمانيا: يعتبر سعيد رمضان مؤسس التجمع عام 1958، ومنظمة رؤيا والتي تضم أكبر عدد من قيادات الإخوان وأعضائها، وصل عددهم إلى أربعين ألف عضو، وتعتبر أكبر منظمة إخوانية في ألمانيا.

ومنظمة المرأة المسلمة في ألمانيا: منظمة نسائية تترأسها القيادية الإخوانية رشيدة النقزي، وهي تونسية الأصل و المجلس الإسلامي في برلين و أبرز قيادات المجلس هو خضر عبد المعطي أحد أهم قيادات تنظيم الإخوان الدولي، ويحتل منصب، المنسق العام للمجلس الأوروبي للأئمة في أوروبا.

بالاضافة الى المجلس الأعلى للشباب المسلم وهو تنظيم شبابي تابع للمركز الإسلامي في ميونيخ، يخضع لسيطرة جماعة الإخوان في ميونيخ، وأخيراً الجمعية الإسلامية الموجودة في ألمانيا من أبرز قيادات الجمعية الشيخ أحمد خليفة، وهو من أبرز القيادات الإخوانية في ألمانيا، ويعمل في مجال «الدعوة»، ترتبط الجمعية بالمركز الإسلامي للإخوان في مدينة ميونيخ.

ووفقاً لآخر التقارير الخارجية وشرطة اليورو بول بأن إخوان سوريا يسيطرون بالكامل على 30% من اقتصاد مدينة ميونخ وأن عددا ضخما من إخوان سوريا وخاصة الأثرياء قد استقر بالكامل في عدد من المدن الألمانية بهدف نشر الفكر المتطرف كما فعلوا في مصر وعدد من الدول العربية ، حتي إن كتاب رسائل البنا قد ترجم الي اللغة ألمانيا.

وقد حذرت شرطة اليورو بول من تصاعد نفوذ التنظيم الدولي لجماعة الإخوان داخل ألمانيا بعد نقل ثروات إخوان سوريا من دولة الشام الي ألمانيا بعد الربيع العربي، ويبقي السؤال أن فرنسا دفعت الكثير من توغل وسيطرة لواء المقاتلين الأجانب برئاسة صلاح عبدالسلام، أمين عام التنظيمات المسلحة في أوروبا، الذي تم القبض عليه على خلفية أحداث مسرح بتكلان بباريس، هل ستتحرك ألمانيا لوقف نشاط الفكر المتطرف لتنظيم الإخوان الإرهابي.

اقرأ المزيد