أكد الكاتب الصحفي عماد الدين أديب، أن مصر استنفذت مرحلة الوساطة الإفريقية في ملف سد النهضة، وذلك بسبب التعنت الإثيوبي ورغبته في فرض أمر واقع جديد وإفشال المفاوضات عن عمد.
ولفت أديب إلى أن التعنت الإثيوبي أصبح أمرًا واضحًا للجميع، خاصة أن مصر والسودان أثبتتا حسن النية خلال كافة الاجتماعات الخاصة بمفاوضات السد الإثيوبي.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد مصطفى شردي ببرنامج “الحياة اليوم”، قال أديب، إن الرئيس السيسي الدارس جيدا للعلوم العسكرية، يدرك أن هناك محاولات منذ عام 2014 لاستدراك مصر لحروب في المنطقة.
وأكد أن الرئيس السيسي مفاوض بارع ولديه الحكمة الكافية ويعلم جيدا متى يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
وأوضح أديب، أن الجانب الإثيوبي قرر التخلي عن أي اتفاقيات دولية أو تاريخية وكذلك اتفاق المبادئ الموقع عليه عام 2015.
وذلك في محاولة لبدء الملء الثاني للسد، أو الضغط على مصر والسودان للتوصل لاتفاق في اللحظات الأخيرة قبل بدء الملء الثاني، مؤكدًا أن إثيوبيا تريد أن تتحول من دولة منبع إلى تاجر يبيع المياه.
وأشار أديب إلى أن هناك احتمالية بأن الجانب الإثيوبي يريد مواجهة عسكرية لتبرير أي مشكلات فنية في جسم السد، مؤكدا أن آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي رجل لا يدرك حدود قوته، خاصة أن أي مواجهة عسكرية ستكون إثيوبيا هي الخاسر الأكبر بها.
وأوضح أن إثيوبيا دولة متعددة العلاقات الدولية، وهناك شركات تصميم لسد النهضة إيطالية وشركات إنشاء صينية، ومولدات ومشروعات تركية، وتبرعات من فقراء الشعب الإثيوبي، مؤكدا أن هناك ودائع قيمتها تتراوح ما بين 4 إلى 6 مليار لدولتي قطر وتركيا في البنوك الإثيوبية.
ولفت إلى أن الإدارة الحالية في واشنطن لا ترى العالم العربي مركز اهتمام رئيسي لديها، بل إنها تتعامل في قضايا فلسطين وتركيا وقطر وكأن العالم العربي غير موجود أو غير معترف به.