وقُعت سيمنس موبيليتي بالتعاون مع شركائها المحليين في التحالف أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب، عقدًا بنظام تسليم المفتاح مع الهيئة القومية للأنفاق، احدى الهيئات الحكومية التابعة لوزارة النقل المصرية.
وذلك، لتنفيذ سادس أكبر شبكة من نوعها في العالم لخطوط السكك الحديدية الكهربائية عالية السرعة في مصر. تبلغ حصة سيمنس موبيليتي من قيمة العقد المجمع 8.1 مليارات يورو.
وتتضمن قيمة العقد الرئيسي والذي يصل إلى 2.7 مليار يورو لإقامة الخط الأول والذي تم توقيعه في الأول من سبتمبر 2021.
وتم توقيع العقد بين كل من الفريق كامل الوزير، وزير النقل المصري، و رولاند بوش الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة سيمنس AG، و أسامة بشاي الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للإنشاءات، و سيد فاروق رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب.
وقد شهد مراسم التوقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، و عصام والي رئيس الهيئة القومية للأنفاق، والسفير الألماني بالقاهرة، السيد/فرانك هارتمان، و مايكل بيتر الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس موبيليتي.
وقد شارك المستشار الألماني أولاف شولتس في مراسم التوقيع بإرسال كلمة مسجلة والذي أكد فيها دعم ألمانيا للمشروع وأهميته للعلاقات الثنائية الألمانية-المصرية وحماية المناخ العالمي.
وتابع: وستعمل شبكة السكك الحديدية الجديدة والتي يتعدى مجموع أطوالها لحوالي 2000 كم، على ربط 60 مدينة في مصر بالقطارات الحديثة التي تصل سرعتها حتى 230 كم/الساعة. وسيتمكن حوالي 90% من المواطنين في مصر من استخدام هذه المنظومة المتكاملة والحديثة والآمنة في تنقلاتهم اليومية.
وأضاف شولتس: ومع التحول الكبير للاعتماد على شبكة خطوط القطارات الكهربائية بالكامل في مصر، فإنّ ذلك سيساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% مقارنة بوسائل المواصلات والنقل التقليدية من سيارات وأوتوبيسات، وهو ما سيدعم الجهود المصرية في تطوير حلول التنقل المحلية لتصبح أكثر استدامة.
واستطرد: وبالتعاون مع شريكينا في تنفيذ الأعمال المدنية للمشروع، أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب، ستقدم سيمنس موبيليتي خدماتها المتكاملة لتنفيذ المشروع بنظام تسليم المفتاح والذي يتضمن أعمال التصميم والتركيبات والتشغيل التجريبي والصيانة للمنظومة بأكملها لمدة 15 عامًا.
ومن جانبه قال الرئيس السيسي، إن شبكة خطوط القطارات الكهربائية الجديدة تأتي ترسيخًا للتعاون المثمر بين مصر والمانيا في مجال البنية الأساسية، وستمثل إضافة كبيرة لمنظومة النقل ايذاناً ببداية عصر جديد للسكك الحديدية في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط.
وتعليقًا على هذا العقد التاريخي، يقول ارولاند بوش: “إنّ هذه الفرصة التاريخية الهامة لتقديم هذه المنظومة المتكاملة والحديثة للنقل والمواصلات والتي تتسم بالأمان والأسعار الاقتصادية لكل المصريين، ستقوم بتطوير تجربة السفر وتحسين جودة حياة ملايين المصريين يومياً وستساهم أيضًا في خلق الآلاف من فرص العمل في السوق المحلي، وتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع النقل بصورة ملحوظة.
وأوضح. إنّ مساهمتنا في هذا المشروع العملاق يُعد شرفًا كبيرًا لشركة سيمنس. إنّ هذا المشروع لن يساهم فقط في تحفيز النمو الاقتصادي في مصر، ولكنه سيُمكّن البلاد من تحقيق نقلة نوعية هائلة في قطاع المواصلات على مستوى المنطقة والعالم. فمن خلال أحدث حلولنا التكنولوجية لعربات القطارات والإشارات وخدمات الصيانة، سيصبح لدى مصر سادس أكبر وأحدث شبكة للسكك الحديدية عالية السرعة في العالم. وبالإضافة لذلك، يُعد هذا العقد هو الأكبر من نوعه في تاريخ سيمنس.
فيماقالمايكل بيتر: “هذا المشروع العملاق هو مشروع تاريخي لكل من مصر وسيمنس، كما نتشرف بشراكتنا القوية والمتميزة مع وزارة النقل المصرية للمساهمة معًا في صياغة مستقبل قطاع النقل والمواصلات في مصر. إنّ شبكة السكك الحديدية الحديثة عالية السرعة بطول 2000 كم ستغير للأبد تجربة السفر والانتقال وستتيح حوالي 500 مليون رحلة سنويًا عبر ربط 60 مدينة، مع مكافحة التلوث البيئي والاحتباس الحراري.
وتابع، بينما يوفر أيضًا وسيلة فعالة يُعتمد عليها لشحن البضائع بكل كفاءة داخل مصر. إنّ سيمنس موبيليتي بالتعاون مع شركائها سيتولون إقامة شبكة حديثة للسكك الحديدية من البداية والتي ستصبح نموذجًا متميزًا لمشروعات النقل والمواصلات السريعة في المنطقة لدراسة كيفية تصميم وإقامة نظام حديث ومستدام ومتكامل للمواصلات بهذا الحجم.
وتتألف شبكة خطوط السكك الحديدية عالية السرعة من 3 خطوط، أولها خط مماثل لقناة السويس ولكن عبر خطوط السكك الحديدية بطول 660 كم.
ويربط الخط الأول بين العين السخنة الواقعة على البحر الأحمر، ومدينتي الإسكندرية ومرسى مطروح على البحر المتوسط، بالإضافة للخطين الثاني والثالث اللذان تم توقيع عقديهما اليوم.
ويبلغ طول الخط الثاني حوالي 1100 كم ويربط القاهرة بأبو سمبل بالقرب من الحدود المصرية السودانية، وهو ما يعني ربط العاصمة المصرية العملاقة بالمراكز الاقتصادية الناشئة في صعيد مصر والمساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية في مصر العليا والدلتا، وخلق فرص إضافية لنمو الأعمال الصغيرة والعائلية وازدهارها.
أما الخط الثالث فيصل طوله لحوالي 225 كم، ويمثل الخط الرابط بين مواقع التراث الإنساني العالمية والأثرية في الأقصر مع الغردقة الواقعة على البحر الأحمر. بالإضافة لذلك سيعمل هذا الخط على تحسين كفاءة واستدامة عمليات شحن البضائع والمواد بين ميناء سفاجا والمواقع الأخرى.
وسيوفر التحالف حوالي 40 ألف فرصة عمل مباشرة في مصر، بالإضافة إلى 6700 فرصة عمل إضافية لدى الموردين المصريين، إلى جانب العديد من فرص العمل غير المباشرة داخل الاقتصاد المصري بشكل عام لسرعة تركيب شبكة السكك الحديدية.
ولتجهيز شبكة السكك الحديدية بالكامل، ستقوم سيمنس موبيليتي بتوريد قطارات فائقة الجودة والاعتمادية ضمن محفظة منتجاتها من القطارات التي أثبتت كفاءتها التشغيلية العالية.
ويتضمن ذلك توريد 41 قطار يتألف من 8 عربات من طراز ڤيلارو وهي قطارات كهربائية عالية السرعة، و94 قطار يتألف من 4 عربات من طراز ديذيرو وهي قطارات إقليمية ذات سعة عالية، و41 جرار لشحن البضائع من طراز ڤيكترون.
وستقوم سيمنس موبيليتي بتركيب نظام إشارات آمن واعتمادي طبقًا لأحدث تقنيات المستوى الثاني لنظام التحكم الأوروبي في القطارات (ETCS)، بالإضافة لتوريد نظام إمدادات الطاقة الذي يتيح طاقة تتميز بالكفاءة والاستدامة للخطوط الثلاثة.
ستقوم سيمنس موبيليتي أيضًا بتوريد أحدث منتجاتها وحلولها ومنصاتها الرقمية للمشروع، بما يعمل على تحسين العمليات التشغيلية للشبكة بأكملها التي تتضمن القطارات والبنية التحتية للسكك الحديدية والنظم الفرعية المختلفة.
وسيتم تركيب التطبيق الرقمي Railigent والذي سيستخدم للإدارة المتكاملة للأصول التشغيلية والصيانة، بما يضمن أعلى معدلات الإتاحة التشغيلية. وستتيح مستودعات القطارات الرقمية أداء عمليات الخدمة والصيانة للقطارات بكل سلاسة وسرعة، بداية من التعرف على المشكلة أو العطل وحتى إصلاحه.
كما سيساعد النظام الأوتوماتيكي لحجز التذاكر والمحطات الرقمية وحلول إدارة الطاقة على التعامل بكل يسر مع التحديات المختلفة المحيطة بالكفاءة والقدرات التشغيلية للمنظومة.