عقدت الهيئـة العامـة العادية لمساهمي البنك العربي اجتماعها بواسطة وسيلة الاتصال المرئي والإلكتروني، برئاسة صبيح المصري رئيس مجلس الإدارة.
وبحضور أعضاء مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي ومساهمين يحملون أسهما «أصالة وإنابة ووكالة» يشكلون حوالي 77.97% من رأس المال.
كما وحضر الاجتماع مراقب عام الشركات عطوفة الدكتور وائل العرموطي ومندوبي البنك المركزي الأردني.
وأقرت الهيئة العامة خلال اجتماعها أمس الأول توصية مجلس إدارة البنك العربي ش م ع بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 25% عن العام 2022، إلى جانب إقرارها للبنود المدرجة على جدول أعمالها.
وبهذه المناسبة أشار صبيح المصري إلى أن العام 2022 شهد العديد من التحديات على مستوى العالم حيث تراجع نمو الاقتصاد العالمي بشكل ملحوظ مع ازدياد حدة موجة التضخم العالمية وبلوغها مستويات غير مسبوقة منذ أربعة عقود في الدول المتقدمة والعديد من الدول الأخرى، الأمر الذي حدا بالبنوك المركزية الرئيسية إلى رفع أسعار الفوائد بوتيرة سريعة وتشديد سياساتها النقدية لتخفيف الطلب الكلي واحتواء أثر التضخم.
وتابع: كما تفاقمت المخاطر الجيوسياسية خلال العام 2022 مع اندلاع واستمرار الصراع في أوكرانيا وتداعياته المختلفة بما فيها ارتفاع أسعار الطاقة والأغذية والعزوف عن الاستثمار خاصة في الدول النامية، مما ساهم أيضاً في تراجع النمو العالمي.
ومع نهاية العام 2022، بدأت تظهر بعض بوادر التحسن والحد من تباطؤ الاقتصاد العالمي، خاصة بالتزامن مع إعادة انفتاح الأنشطة الاقتصادية في الصين وتراجع أسعار الطاقة بالإضافة إلى بداية انخفاض معدلات التضخم مما حدا بالبنوك المركزية لتخفيف وتيرة ارتفاع أسعار الفوائد.
وذكر المصري أن معدل نمو أغلب الاقتصادات العربية شهد تحسناً مدفوعاً باستكمال انفتاح الأنشطة الاقتصادية بعد انحسار جائحة كورونا وبارتفاع الطلب الملحوظ في العديد من القطاعات مثل قطاعات الخدمات خاصة السياحة وكذلك قطاع التعدين بما فيها البترول والغاز والأسمدة، كما وعزز الاستمرار في جهود الإصلاحات الهيكلية في العديد من الدول هذا النمو ولو بدرجات متفاوتة.
وبين أن البنوك المركزية العربية قامت برفع أسعار الفوائد لديها لمواجهة حدة التضخم والحفاظ على جاذبية عملاتها. وفي ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والإقليمية، وبالتعاون مع البنوك المركزية، تبنى القطاع المصرفي العربي سياسات حصيفة لتخفيف أثر رفع أسعار الفائدة محلياً مع تبني السياسات والإجراءات الاحترازية الكفيلة بالمحافظة على جودة محافظها الائتمانية.
هذا وتمكن القطاع المصرفي العربي عموماً من الحفاظ على مستويات عالية من كفاية رأس المال وتعزيز مستويات الربحية والسيولة والاعتماد على قاعدة تمويلية عريضة ومستقرة.
وأكد المصري على أنه بالرغم من الظروف والتحديات التي شهدها العالم والمنطقة خلال العام 2022، فقد واصل البنك العربي تحقيق نتائج إيجابية وذلك من خلال تركيزه بشكل استراتيجي ومؤسسي على توظيف انتشاره الجغرافي الواسع والتنوع الكفؤ لأعماله واستراتيجيته الخاصة بالتحول الرقمي للوصول إلى مستويات نمو قوية ومستدامة لإيراداته وأرباحه.
وقد ارتفعت الأرباح التشغيلية للمجموعة بنسبة 23% لتصل إلى 1.35 مليار دولار أمريكي، كما استمر البنك في تدعيم قاعدته الرأسمالية وتعزيز مؤشرات أدائه الرئيسية.
وأشار المصري إلى أن البنك العربي واصل دوره المحوري في دعم الجهود الرامية إلى تطوير الاقتصادات والمجتمعات التي يعمل بها والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، محلياً وإقليمياً.
وتجسد هذا الدور بشكل أساسي في مساهمة البنك في دعم وتمويل المشاريع الاستراتيجية عبر مختلف القطاعات الحيوية وتمويل التجارة البينية ودعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وتعزيز الشمول المالي عبر تقديم خدمات مصرفية متطورة تلبي احتياجات القطاعات والفئات المختلفة.
وأكد المصري على مواصلة البنك العربي في الفترة المقبلة البناء على الإنجازات التي تم تحقيقها مستنداً على رؤية مستقبلية طموحة واستراتيجية مؤسسية متكاملة، مشدداً على ثقته بقدرة المجموعة على الاستمرار في ترسيخ مكانتها وتعزيز تميزها محلياً وإقليمياً ومواصلة تقديم أفضل الحلول والخدمات المصرفية التي تعتمد على الابتكارات والتقنيات الرقمية المتقدمة وتأكيد دورها كشريك موثوق لعملائها ومساهميها.
وتوجه المصري بالشكر الجزيل إلى البنك المركزي الأردني على الدور الفعال والمحوري الذي يقوم به لضمان سلامة واستقرار الجهاز المصرفي الأردني تحت مختلف الظروف.
ومن جانبها استعرضت رندة الصادق – المدير العام التنفيذي للبنك العربي الأداء المالي لمجموعة البنك العربي مشيرة إلى أن المجموعة حققت أربـاحاً صافية بـعـد الضـرائب والمخصـصـات بلغت 544.3 مليون دولار للعام 2022 مقارنة بـ 314.5 مليون دولار للعام 2021، وقد حافظت المجموعة على صلابة مركزها المالي، حيث بلغت حقوق الملكية 10.4مليار دولار أمريكي.
وباستثناء أثر التغير في أسعار صرف العديد من العملات مقابل الدولار الأمريكي فقد أظهرت محفظة التسهيلات الائتمانية ارتفاعاً بنسبة 5% وودائع العملاء بنسبة 5% مقارنة مع العام السابق. حيث بلغت التسهيلات الائتمانية 35.4 مليار دولار أمريكي في حين بلغت ودائع العملاء 47.7 مليار دولار أمريكي بنهاية العام 2022.
وبينت الصادق أن مجموعة البنك العربي تمكنت خلال العام 2022 عبر شبكة فروعها وتواجداتها المنتشرة محلياً وخارجياً من تحقيق أداء قوي على الرغم من التحديات الاقتصادية الناتجة عن التضخم وارتفاع أسعار الفوائد وتراجع أسعار صرف العديد من العملات مقابل الدولار الأمريكي.
ولفتت الى أن هذا الأداء جاء بفضل النمو في الإيرادات المتأتية من الأعمال البنكية الرئيسية وتنوع مصادر الدخل بالإضافة إلى الدخل المتحقق من العمولات، وكذلك الاستمرار في ضبط المصاريف التشغيلية وبما ينسجم مع استراتيجية البنك الحصيفة.
وأشارت أن البنك حقق مؤشرات أداء قوية تتماشى مع نموذج أعماله، بالإضافة إلى المحافظة على جودة محفظته الائتمانية ومواصلة التحسن في مستويات تكلفة المخاطر ونسبة تغطية المخصصات للديون غير العاملة والتي تفوق الـ 100% دون احتساب قيمة الضمانات، مع الاحتفاظ بمستويات سيولة مرتفعة، حيث بلغت نسبة القروض إلى الودائع 74.2%.
وهذا مع احتفاظ المجموعة بقاعدة رأسمال قوية يتركز معظمها ضمن رأس المال الأساسي حيث بلغت نسبة كفاية رأس المال 16.6% حسب تعليمات بازل 3 وهي أعلى من الحد الأدنى المطلوب حسب تعليمات البنك المركزي الأردني.
وأكدت الصادق على مواصلة البنك العربي تنفيذ استراتيجيته الطموحة على صعيد التحول الرقمي، حيث قام البنك خلال العام بإطلاق العديد من الخدمات والحلول المصرفية الرقمية العصرية لعملائه عبر مختلف الأسواق التي يعمل بها لمواكبة أحدث المستجدات وتلبية احتياجات قطاعات وشرائح العملاء المختلفة، بما فيهم الأجيال القادمة.